Monday, January 13, 2014

٢٥ يناير.. حلم ملايين المصريين

عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. ليس مجرد هتاف ولكنه حلم لملايين المصريين.. حلم بدولة عصرية قوية ترتكز على قيم العدل والحرية والمساوة.. دولة تحترم القانون وتعلي من شأنه وتحترم المواطن وتوفر له الحد الأدنى من الحياة الكريمة.. دولة تقدس العلم والعمل وتشجع على الإبداع وحرية التعبير.. دولة يعلم القائمون عليها أن السيادة للشعب وأنهم خدام لهذا الشعب.. دولة تساوي بين جميع المواطنين في حقوق المواطنة وواجباتها دون تمييز. 

خرج ملايين المصريين للشوارع منذ ٢٥ يناير ٢٠١١ وحتى يومنا هذا عشرات المرات من أجل تحقيق هذا الحلم.. سقط شهداء ومصابون.. وسحلت أجساد وانتهكت أعراض.. ولا يزال الشعب يريد تحقيق الحلم.. أصحاب هذا الحلم يرون الصورة واضحة حتى في أحلك الظروف.. الحلم وليس السلطة هو هدفهم.. الشعب وليس الرئيس هو سيدهم.. العدل وليس القمع هو منطقهم.. سيادة القانون وليس أمن الدولة هو دستورهم.. لم يتاجروا بالثورة (المصطلح السياسي للحلم).. لم ينافقوها بتحية عسكرية.. لم يبيعوها في مقابل كرسي الحكم.. ولم يهينوها ويرخصوها ويشوهوها كما فعل ويفعل مدعي الثورية من بقايا نظام انتهت صلاحيته وبقايا جماعة قررت بمحض إرادتها أن تنتحر سياسياً.. وبالطبع لم يشارك أصحاب الحلم في تفويض أي شخص لقتل مواطنين أبرياء. 

في أوقات الانكسار يبدو الحلم بعيد المنال.. "الوقت مش وقت أحلام" كما يقول البعض.. الوقت وقت عمل وإنتاج.. ولا بد من الاستقرار لكي تدور عجلة الإنتاج.. لا بد أن تستعيد الدولة هيبتها حتى لو كان الثمن مزبداً من الدماء.. ولا مانع أيضاً من اعتقال بعض من أصحاب الحلم أو على الأقل ابتزازهم وتشويههم..  "وكله عشان الدستور وعشان العجلة تدور".. لكن أوقات الانكسار هذه هي فرصة لأصحاب الحلم للتفكير والمراجعة.. فرصة للتأكيد على المبادئ والتأمل في البدائل.. فرصة لشحن الطاقات وشحذ الهمم ومواصلة المشوار. 


يدرك أصحاب الحلم أن الطريق طويل وشاق.. فبعضهم بدأ المشوار قبل ٢٥ يناير بسنوات.. لكنهم ماضون في تحقيق حلمهم الذي لا يعرفون غيره.. وبينما هم ماضون في طريقهم يرددون قول أحدهم: "ويسقط كل من خانوا.. ويسقط كل من هانوا.. ويسقط كل من وقفوا ف وش جيل بيتحرر.. ويسقط كل من ضربوا.. ويسقط كل من قتلوا.. ويسقط كل من شطبوا سطور ف تاريخ بيتسطر".

No comments:

Post a Comment